دعوة صريحة من السيسي للتضاهر ليل نهار

دعوة صريحة قدمها الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، في حواره مع صحفية "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بعد أن قال إن الدين الداخلي لمصر تضاعف إلى 300 مليار دولار، قائلاً: "ليس لدينا الرفاهية لنقاتل ونشحن ونستنفذ أوقاتنا في مناقشة مثل هذه القضايا، مؤكدا أن البلد بحاجة إلى الأمن والنظام للبقاء، وإذا كان بإمكان العالم تقديم الدعم، فسوف أسمح للناس بالتظاهر في الشوارع ليل نهار".

واختلف الخبراء حول تلك الدعوة، فبينما اعتبرها البعض رسالة للعالم لتقديم العون في حل مشكلات مصر أولاً، ومن ثم التفكير فى الحريات، والبعض الأخر يرى أنها وجهة نظر مجازية، وهناك من يقول إنها تهدف لحل مشكلة البطالة والفقر.

لقمة العيش

وأكد محمد عبد النعيم، رئيس المنظمة الوطنية المتحدة لحقوق الإنسان، على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يسعى من خلال كلماته، أن المواطن المصرى ليس لديه من الوقت للبحث عن المشكلات، فهو يحتاج الآن إلي البحث عن لقمة العيش، مشيراً إلي أن الوقت الحالى يشعر المواطن بعدم الأمن، وعند تغيير هذا الإحساس سيتم السماح بالتظاهر.

وتابع: "فى الدول الأوروبية والتى توفر لمواطنيها سبل الراحة، لا يخرج المواطنون فى مظاهرات للمطالبة بشيء متاح، أما فى مصر فقد أشار الرئيس إلي أن الشعب المصرى يحتاج إلي تحقيق العدالة الاجتماعية، وعند تحقيق ذلك لا يحتاج المواطن للتظاهر، وإنما التظاهر لعرض آرائهم فقط.

وجهة نظر مجازية

قال الدكتور ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن تصريح الرئيس هو وجهة نظر مجازية، لافتًا إلى أن الرئيس أظهر وجهة نظره في مفهوم التظاهر الحقيقي الذي يؤدي إلى إبداء الرأي بعيدًا عن أعمال الشغب .

المعنى الحقيقى للحريات

وفى نفس السياق، أشار أحمد عبد الحفيظ، نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إلى أن الرئيس السيسي يبعث برسالة إلي العالم، بأن مصر لديها مشاكل أمنية واقتصادية، يجب أولاً أن يتم حلها، والعمل على تحقيق الاستقرار للبلاد، ومن ثم يتم السماح بالتظاهرات.

وأوضح أن المظاهرات فى هذه الأوقات فى مصر، أرض خصبة لنشر الإرهاب، وليس للمطالبة بحل المشكلات، وعلى ذلك فإذا تم بسط سيطرة أجهزة الدولة على جوانبها، وتم تحقيق الاستقرار، فلا توجد مشكلة فمصر تستطيع أن تسمح للمواطنين بإطلاق المعنى الحقيقى للحريات.